الكاتب السوداني عبد المنعم سليمان يحذر: السودان يتحوّل إلى الملاذ الجديد للجماعات الجهادية
حذر الكاتب الصحفي السوداني عبد المنعم سليمان في مقال له بصحيفة «العين الإخبارية» من خطر تمدد الجماعات الإسلامية المتطرفة في السودان، محذرًا من أن البلاد تتحول شيئًا فشيئًا إلى ملاذ جغرافي جديد للتنظيمات الجهادية ومنصة لحركات العنف المسلح.
وأشار سليمان إلى أن عودة الحركة الإسلامية السودانية («الكيزان») إلى الواجهة بعد انقلاب الجنرالين البرهان وحميدتي على الحكومة المدنية الانتقالية بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، أعادت البلاد إلى حالة من الفوضى، مستغلة الحركة الإسلامية هذا المناخ للتحرك نحو إعادة إنتاج نفوذها السياسي والعسكري.
وظهرت في هذا السياق كتائب جهادية مسلحة تحمل شعارات الجيش السوداني، بأسماء مثل البراء بن مالك، البنيان المرصوص، البرق الخاطف، أسود العرين، لواء النخبة والعمل الخاص، ضمت مقاتلين ذوي خبرة قتالية في ليبيا والصومال وسوريا والعراق، ما يزيد من خطورة الوضع على الأمن القومي والإقليمي.
ونقل سليمان عن صحيفة «النبأ»، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، تحريضها المباشر على الجهاد في السودان، ووصف الحرب الدائرة بأنها «حرب المسلمين»، مع الدعوة للانخراط خلف الجيش وتصنيف خصومهم كـ«عملاء ومرتدين». واستخدم التنظيم مفردات تحريضية كالقتل والاغتصاب والتهجير وتدمير بيوت الله، في محاولة لتحويل النزاع الداخلي إلى صراع ديني مسلح.
وأضاف أن السودان أصبح «الساحة التالية» للجهاد بعد فلسطين والعراق وأفغانستان واليمن، مستعرضًا تجربة السودان مع الحركات الجهادية منذ تسعينيات القرن الماضي، بما في ذلك استضافة أسامة بن لادن، وتورطه في تخطيط تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، ومحاولات اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وتعاونهم مع الحرس الثوري الإيراني لإقامة منشآت حربية.
وأكد سليمان أن التجربة السودانية الطويلة مع الإسلام السياسي تُظهر أن هذه الحركة لم تتراجع إلا عند مواجهة ضغط دولي وإقليمي قوي، وأن غياب الرقابة الدولية اليوم قد يمكّن الجماعات الجهادية من إعادة إنتاج مشروعها القديم، مستغلة ضعف الدولة وغياب الأمن وتغلغل الميليشيات.
وأشار الكاتب إلى أن السودان يواجه خطرًا حقيقيًا في حال استمر الوضع على ما هو عليه، محذرًا من أن تصبح الخرطوم نقطة انطلاق للجماعات الجهادية في المنطقة، ما لم تُبادر القوى الدولية إلى مشروع واضح لإعادة بناء دولة مدنية كاملة السيادة، تضمن استعادة هيبة المؤسسات وأمن المجتمع.






